كل التهويل الاميركي والاسرائيلي والغربي والحروب النفسية لامكان لها عند حزب الله وقياداته, العيون مصوبة نحو الميدان واكثر ما يؤلمهم معاناة الناس وعمليات التهجير وحجم الشهداء والخراب جازمون بان كل ما تهدم سيبنى من جديد, مؤمنون بصمود ناسهم, مرتاحون الى اجواء التضامن الشعبي في كل المناطق وصولا الى الاوضاع الميدانية على الجبهات الامامية, مصممون على القتال حتى النصر وهذا وعد لجمهورهم وكل الاحرار, يعرفون مازق العدو ويعملون على توسيعه, اخبار المفاوضات والاتصالات عند الرئيس نبيه بري والثقة مطلقة بدوره, اما الارتياح الكبير فمرده الى السرعة في ترميم الاوضاع الداخلية خلال ١٠ ايام وانتخاب امين عام جديد وتعبئة المراكز السياسية والعسكرية, وتبقى الغصة الكبرى والمؤلمة جدا والخسارة التي لا تعوض, استشهاد سماحة السيد حسن نصرالله ومنه يستمدون القوة والعزم والصلابة في الميدان حتى النصر الأكيد.
في ظل هذه المعطيات, يؤكد مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف, بان المقاومة بالف خير, والوقائع العسكرية على الجبهات الجنوبية جيدة جدا وممتازة, الجيش الاسرائيلي فشل في كل محاولات التقدم في عيترون وبليدا ومحيبيب ويارين ومثلث "عيتا الشعب ـ راميا ـ القوزح" وميس الجبل ومارون الراس وحولا والعديسة وصولا الى شبعا وكفرشوبا, لم يتمكن من السيطرة والتحكم بالأرض في اي قرية رغم كل المواجهات وانسحب منها الا من بعض النقاط على تخوم كفركلا, جمع قواته بعدها في خطوة تكتيكية وقام بحركة التفافية باتجاه مدينة الخيام لتحقيق نصر وهمي جراء الخسائر الكبيرة لكنه فوجئ بالجهوزية العالية لمقاتلي حزب الله على مداخل المدينة بكامل عدتهم يتصدون لقوات الاحتلال بكل ما لديهم من اسلحة وصواريخ ومسيرات وقذائف, يوقعون في صفوفه القتلى والجرحى بالعشرات ويوقفون تقدمه باعتراف الإعلام الاسرائيلي الذي تحدث عن المواجهات المباشرة على تخوم المدينة, ومازق الجيش وصلابة مقاتلي الحزب.
ويؤكد الحاج محمد عفيف, بان الإمدادات للخطوط الامامية مؤمنة بشكل يومي, الجبهات ليست بحاجة إلى المقاتلين والصواريخ, ما تحتاجه مؤمن, على اللبنانيين وجمهور المقاومة ن يطمئنوا لسير المواجهات, ويجدد القول, خطوط الإمداد من طهران إلى العراق وسوريا حتى لبنان مفتوحة ومتواصلة ولم تنقطع, المقاومون منتشرون على طول الجبهات مع قياداتهم يخوضون المواجهات بكل ثقة ودراية, يعرفون متى يضربون, متى يتقدمون, متى يتراجعون, اين مكامن الضعف عند العدو وكيف يستغلونها وكيف يتحكمون بالميدان وكيف يوقعون جنود العدو بالكمائن؟
وكشف الحاج, بان الخطوط الأولى للمقاومين ما زالت تقاتل, والخطوط الثانية مجهزة كالخطوط الأولى وصولا الى الخط الثالث الى اخر الخطوط, وقادرون على القتال لشهور وسنة وأكثر, ولا مشكلة في هذا المجال.
واكد عفيف, ان الحزب بدا يكسر ارادة القتال عند العدو الاسرائيلي, قصفهم التدميري الان بات نفسيا, بنك الاهداف العسكرية الاسرائيلية انتهى منذ استشهاد السيد حسن نصرالله, لم يعد هناك اي هدف عسكري, والقصف الجنوني الحالي هدفه كسر ارادة المقاومين وجمهور المقاومة, وهز بيئتها وخلق شرخ بينها وبين جمهورها وهذا لم يحصل ولن يحصل, ولم يوجه نازحا واحدا اي انتقاد للمقاومة في وسائل الاعلام بل دعوا لها بالنصر وعبروا عن لوعتهم الكبيرة على استشهاد السيد حسن نصرالله, وحاولت مؤسسات اعلامية معروفة اللعب على هذه القضية وفشلت.
وجدد التأكيد على متانة الجبهة, فالجيش الاسرائيلي وصل عام ٢٠٠٦ الى وادي الحجير وانسحب ذليلا بعد مجزرة الميركافا, وسأل, حتى لو تقدم العدو الى الخيام فان ذلك لن يغير شيئا في ظل ارادة القتال والنصر, فالاسرائيلي غرق في لبنان ولن يخرج منه الا مهزوما.
واكد ان الحزب استعاد عافيته ونشاطه بشكل لم يتوقعه احد, فالاسرائيلي راهن انه بعد اغتيال سماحة السيد لن يقوم للحزب قيامة, وسيرفع الرايات البيضاء, لكن الحزب ضمد جروحه سريعا رغم الضربات الموجعة, وانتخب امينا عاما وقريبا سننتخب نائبا للامين العام ورئيسا للمجلس التنفيذي, وتم تعبئة كل المراكز وعاد التواصل اليومي والاجتماعات والبحث في مختلف الملفات, والحمدالله, لقد تماسكنا مجددا بعد ١٠ ايام من استشهاد السيد.
وكشف الحاج محمد, ان تسريب اسرائيل لمسودة الحل ليست الا مناورة لكسر الارادة وعلينا عدم الانجرار الى الحرب النفسية التي يشنها العدو, ما سربه العدو ربما يكون الهدف منه توجيه رسالة قبل الانتخابات الاميركية او رسالة إلى الداخل الاسرائيلي او لها علاقة بالتهديد الإيراني بالرد على القصف الاسرائيلي الأخير, وتابع ؛ صمودنا في الميدان يجعلنا نقول للاسرائيلي انه ليس في موقع تفاوض, وان ما يعرضه مرفوض, والصمود الاسطوري للمقاومين خفض سقف مطالب نتنياهو من سحق حزب الله الى تنفيذ الـ ١٧٠١.
وكشف, بان كل ما كتب عن الاتصالات الاخيرة والحلول والنقاط والهدن من فلان الى اخر غير صحيح مطلقا, لم يعرض علينا اي شيء حتى الان.
وقال: نحن قبلنا بالقرار ١٧٠١ ووافقنا عليه عام ٢٠٠٦, لم نرفضه علنا ولم نقبل به علنا, لكننا تعاملنا معه, فلماذا الحملات علينا؟ نحن في الاساس عززنا حضورنا بين ٢٠٠٦ و٢٠٢٤, واشار الى ان المفاوضات يقودها الرئيس بري للوصول الى وقف لاطلاق النار غير مشروط, لدينا كل الثقة بشخصه والتواصل دائم معه. واستطرد بالقول, اولويتنا الان الحفاظ على الناس وتخفيف معاناتهم وتامين ما يطلبونه, وركز الحاج محمد عفيف على دور الإعلام لانه جزء في معركة صمود النازحين واستنهاض الوعي, كل.معركة فيها الكثير من التضحيات, صمود الاهالي هو ركن مهم من الصمود في مواجهة العدو الذي راهن على كسر ارادة الناس وفشل. وختم, مخطط اسرائيل انهاء المقاومة لاجيال, واذا نجح فالهدف الثاني سيكون سوريا, ووصف عمل الحكومة بالجيد مفضلا الإبتعاد عن السجالات في الملفات الداخلية والابتعاد عن الانتقادات في هذا الظرف العصيب.
محمد شعيتو, طالب الجامعة الاميركية, دكتور في الهندسة البيئية الزراعية, خريج ٢٦ دورة في هذا المجال, له دراسات وابحاث, تفوقه جعلة محط انظار الشركات والجامعات العالمية للتعاقد معه والاستفادة من خبراته .
مع بداية الحرب الهمجية الاسرائيلية و تفجيرات البيجر, تقدم محمد شعيتو من قيادة حزب الله بطلب الالتحاق بالجبهة في القرى الامامية, رفضت قيادة المقاومة, كرر طلبه دون جدوى, انتقل الى صيدا ثم الى صور, تواصل مع قيادة المقاومة في الجنوب للانتقال الى القرى الامامية, قوبل طلبه بالرفض مجددا, انتقل سيرا على الاقدام الى قرية قريبة من مناطق المواجهة, تواصل من هناك مع المقاومين والتحق في الجبهة, قاتل الاسرائيليين قتال الابطال على مشارف عيترون وخاض مع جنود الاحتلال معركة شرسة ومن مسافة صفر كي يمنع الاسرائيلي من تدنيس ارض عيترون حتى نال شرف الشهادة .
الدكتور الجامعي سامر سرور ابن الـ ٢٩ سنة, له دراسات وابحاث في علم الاقتصاد, صاحب شركة محاسبة, طلب من قيادة المقاومة الالتحاق بجبهة الجنوب وتم الرفض, وانتقل مستخدما اسلوب محمد شعيتو بالوصول الى المقاومين في الجنوب حتى نال شرف الشهادة في معركة بطولية داخل عيترون .
شهادة محمد شعيتو وسامر سرور والالاف من مجاهدي المقاومة اللبنانية الإسلامية الابطال الشرفاء, تعطي دروسا للعالم كله, ان من يملك أمثال هؤلاء المقاتلين الشجعان لايمكن ان يهزم او يتراجع او يلقي سلاحه, لو تأمرت عليه كل قوى العالم حتى تحقيق النصر المبين, هذا هو الوعد والقسم لسيد شهداء المقاومة السيد حسن نصرالله.
رضوان الذيب- الديار